Saturday, May 24, 2008

فضيلة قيام الليل

قال الله عز وجل : {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} السجدة 16

ثم عقب بقوله تعالى : {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} السجدة 17

وقال تعالى في وصف المحسنين : {كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ *وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} الذريات 17 ، 18

نقل عن قتادة ومجاهد وغيرهما أن معناه كانوا لا ينامون ليلة حتى الصباح وعن ابن عباس معناه : لم تكن تمضي عليهم ليلة لا يأخذون منها شيئـًا ، وقال تعالى : {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} الزمر 9. قال شيخ الإسلام : القنوت : دوام الطاعة ، والمصلي إذا أطال قيامه أو ركوعه أو سجوده فهو قانت .

وقال عز وجل في صفة عباد الرحمن : {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاما} الفرقان 64

قال البخاري : (باب فضل قيام الليل) ثم أورد بسنده عن عبد الله بن عمر قال : (كان الرجل في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتمنيت أن أرى رؤيا فأقصها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكنت غلامـًا شابـًا وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار فإذا هي مطوية كطي البئر ، وإذا لها قرنان ، وإذا فيها أناس قد عرفتهم ، فجعلت أقول : أعوذ بالله من النار ، قال : فلقينا ملك آخر فقال لي لم ترع)

فقصصتها على حفصة ، فقصتها حفصة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : (نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلاً) (رواه البخاري)
وشاهد الترجمة قوله - صلى الله عليه وسلم - : (نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل) فمقتضاه أن من كان يصلي من الليل يوصف بكونه نعم الرجل وفي الحديث كذلك أن قيام الليل يدفع العذاب

وفي حديث أبي هريرة قوله - صلى الله عليه وسلم - : (أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل) رواه مسلم

وعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أخبر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة فقال : (ألا تصليان) ؟ فقلت يا رسول الله أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا ، فانصرف حين قلت ذلك ، ولم يرجع إليَّ شيئـًا ثم سمعته وهو مولٍ يضرب فخذه وهو يقول : {وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً} الكهف 54 .. رواه البخاري

قال ابن بطال : فيه فضيلة قيام الليل وإيقاظ النائمين من الأهل والقرابة لذلك قال الطبري : لولا ما علم النبي - صلى الله عليه وسلم - من عظم فضل الصلاة في الليل ما كان يزعج ابنته وابن عمه في وقت جعله الله لخلقه سكنـًا، لكنه اختار لهما إحراز تلك الفضيلة

المصدر:
الشبكة الإسلامي

Sunday, May 04, 2008

كن في الدنيا كأنك غريب - د.يوسف القرضاوي

روى البخاري في صحيحه، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "كُن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل". وكان ابن عمر يقول: إذا أصبحتَ فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وخُذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك.

لا خلود في الدنيا

إن مشكلة الناس أنهم يحيَون في الدنيا بعقلية الخالدين، يظنون أن الحياة لهم دائمة، فإن لم تكن دائمة، فهم يحسبون أن الموت عنهم بعيد، ودواء هذا كله، أن يُقصِّر الناس من آمالهم، وأن يعيشوا على ذكر من الآخرة، وأن يجعلوا الآخرة نُصب أعينهم. ومن أجل هذا، يوصي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ابن عمر بقوله: "كُن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل".

فإن من الخطر أن يتخذ الإنسان الدنيا دار إقامة، ويتخذها وطنًا دائمًا، ويحسب أن لا رحيل له عنها، أو هكذا يُفكِّر... وهكذا يُعامل نفسه... وهكذا يُعامل الناس.

إن عليه أن يعرف أن الدنيا دار ممر، لا دار مقر، كما قال العبد المؤمن الصالح، مؤمن آل فرعون... وهو يدعو قومه إلى الله، ويقول لهم: {يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ}.

الحياة الدنيا هي متاع؛ بل متاع قليل، بل هي متاع الغرور... والآخرة هي دار القرار، دار الإقامة... دار الخلود.

فليكن الإنسان في الدنيا على إحدى هاتين الحالتين: حال الغريب، أو حال عابر سبيل.

الغريب الذي يُقيم في أرض وهو يعلم أنها ليست أرضه، ويُقيم في بلد، وهو يعلم أنها ليست وطنه، فهو دائم الحنين إلى وطنه، دائم الحنين إلى أرضه، إلى مسقط رأسه، ومهد طفولته، ومهوى فؤاده، حيث يجتمع شمله بأحبائه وأصحابه... فهذا هو شأن المؤمن.

فوطن المؤمن ليس هو الدنيا، إنما هو الجنة...

فإن الله حينما خلق آدم، أسكنه وزوجته الجنة، ثم أهبطه منها، ووعده وذريته من الصالحين بالرجوع إلى المسكن الأول... إلى الجنة. ولهذا فإن المؤمن يحنُّ إلى الوطن الأول:

كم من منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبدا لأول منزل.

يحنُّ إلى الجنة، التي كان فيها أبوه، ورضي الله عن ابن القيم إذ يقول في ميميته:

فحيِّ على جنات عدنٍ فإنها منازلنا الأولى وفيها المخيَّمُ

ولكننا سَبِيُ العدو فهل ترى نعود إلى أوطاننا ونسلم؟

نحن قد سبانا الشيطان، وأصبحنا أسرى له، فهل ترى نُفكُّ من إساره؟ وهل ترى نخرج من داره؟ وهل ترى نعود إلى دارنا ووطننا الأول... الجنة؟

الحالة الثانية التي يرشد إليها الحديث

أن تعتبر نفسك غير مُقيم قط، وإنما أنت مسافر أبدًا، تقطع مرحلة وراء مرحلة، ومنزلة عقِب منزلة، حتى تذهب إلى مقصدك وإلى مأواك، وإلى دار مقامتك.

وهكذا نحن -أيها المسلمون- نحن مسافرون.. وراحلتنا الليل والنهار... مركبنا الليل والنهار... اللذان يُبليان كل جديد، ويُقربان كل بعيد، وطالما أهلكا القرون من قبلنا، {قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ}، ومع هذا، مع أن الليل والنهار يعملان في هدم الحياة، ونقص الأعمار، وتقريب الآجال، لم يزالا جديدين...

الليل يُسلمنا إلى النهار، والنهار يُسلمنا إلى الليل، ونحن بينهما على سفر، وكلاهما يُفضي بنا إلى الآخرة... ومَن كان الليل والنهار مطيَّته فهو يُسار بهم وإن لم يَسِر، وهو سائر إلى الموت لا محالة.

سأل الفُضَيْل بن عياض رجلاً: كم عمرك؟ فقال له: ستون سنة. قال له: إذن فأنت منذ ستين عامًا وأنت تسير إلى ربك فيوشك أن تبلغ. فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون. فقال له الفضيل: أتدري معنى ما تقول؟ مَن علم أنه لله عبد، وأنه إليه راجع، فليعلم أنه بين يدي الله موقوف، ومَن علم أنه موقوف، فليعلم أنه مسئول، ومَن علم أنه مسئول، فليُعد للسؤال جوابًا.

فقال الرجل: وما النجاة؟ وما الحيلة؟

فقال الفضيل: أن تُحسن فيما بقيَ، يُغفر لك ما مضى، وإن لم تُحسن فيما بقىَ، أُخذت بما مضى وبما بقيَ.

كلنا مسافرون... ننتظر قطار الموت، ننتظر هذا المركب، ليوصلنا إلى الله، إن اليوم أو غدًا أو بعد غد.

كل يوم ينقضي من حياتنا، إنما هو جزء من عمرنا، يذهب وينطوي.

إنا لنفرح بالأيام نقطعــها كل يوم مضى يُدني من الأجل

فاعمل لنفسك قبل الموت مُجتهدًا إنما الربح والخسران في العمل

كل يوم يمضي إنما هو انسلاخ جزء من عمر الإنسان، ورحم الله الحسن البصري الذي يقول: يا ابن آدم، إنما أنت أيام مجموعة، كلما ذهب يوم ذهب بعضك، حتى إذا انتهت أيامك انتهيت كُلَّك!

وهكذا تمضي الأيام والليالي، ونحن مسافرون إلى الله، وما هذه الأيام إلا مراحل على الطريق..

وما هذه الأيام إلا مراحل يحث بها داعٍ إلى الموت قاصدُ

وأعجب من ذا لو تأملتَ أنها منازل تُطوى والمسافر قاعدُ

ولقد قال المسيح عليه السلام، لتلاميذه: الدنيا قنطرة، فاعبروها ولا تعمروها.

هل يبني أحد على القنطرة؟ لا... إنه مكان عبور، وليس مكان بناء وإقامة وعمران.

وكان المسيح عليه السلام، يقول: مَن ذا الذي يبني على موج البحر دارا، تُلكم الدنيا، فلا تتخذوها قرارا، لا تتَّخذوا الدنيا لكم ربا، فتتَّخذكم لها عبيدا.

هكذا أوصى الأنبياء، وهكذا أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أوصى غير واحد من أصحابه: أن يكون بلاغه من الدنيا كزاد الراكب، ولما دخل عليه بعض أصحابه، ووجد الحصير قد أثَّر في جنبه، وصعُب عليه ذلك، وعظُم في نظره وعلى نفسه: أن يؤثر الحصير من خشونته، في جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، كسرى وقيصر ينامان على الديباج والإستبرق، وأنت تنام على الحصير حتى يؤثر في جنبك؟ فقال: "مالي وللدنيا؟! إنما مثلي ومثل الدنيا، كمثل راكب قال في ظل شجرة في يوم صائف ثم راح وتركها".

فهذه الدار دار مَقيل، وليست دار إقامة، ولكن الناس عن ذلك غافلون.

إن هذه الحياة ليست حياة خلود أبدًا، لا تستحق أن يفرح الإنسان بها، إلا بما أوتي من فضل الله: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}.

كيف يفرح بالدنيا مَن تهدم ساعاته فيها يومه، وأيامه تهدم شهره، وشهوره تهدم عامه، وأعوامه تهدم عمره؟ وهكذا حتى تنتهي هذه الحياة، التي عليها يتكالب الناس ويتنافسون!

وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم، يقول لابن عمر: "وعُدَّ نفسك من أهل القبور"، أي اجعل نفسك كأنك واحد من أهل القبور، فتوشك أن تكون واحدًا منهم...

مَن يدري أنك غدا أو بعد غد أو اليوم... ستكون من أهل القبور... ولهذا كان ابن عمر يقول، آخذا من توجيه النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح.

لا يدرى أحد ماذا بقيَ من عمره، وإلى أي سن سوف يعيش؟!

لا يدري ابن العشرين إذا كان يعيش إلى الخامسة والعشرين أو الثلاثين...؟ حتى يؤجل توبته وإنابته إلى السبعين...

ما يدرى أحد متى يموت

ذهب أحد السلف يطرق باب أخ له من الصالحين، فقال أهل البيت: لقد خرج في حاجة له. قال: ومتى يرجع؟ فردت عليه جارية صغيرة من أهل البيت، تقول له: يا هذا، مَن كانت نفسه بيد غيره، فمَن ذا الذي يعلم متى يرجع؟!

كان بعض السلف إذا نام يقول لأهله: أستودعكم الله، فلعلها النومَة التي لا قيام لي منها. يقول ذلك كلما أراد أن ينام.

وكان يجعل الواحد منهم وصيته وعهده مكتوبًا تحت وسادته، فلعله لا يدركه الصباح!

بالأمس كان لنا زميل معلِّم، هذا الزميل صام أمس مع الصائمين، وأفطر مع المفطرين، وصلى المغرب كسائر المسلمين، وتوضأ وانتظر أن يصلي العشاء والتراويح مع المصلين... وما جاء العشاء إلا وقد جاءه أجله... سكت القلب... ما الفرق بين الحياة والموت؟! هذا الحاجز الرقيق، هذا الخيط الدقيق، يسكت القلب بعد حركة، ذبحة صدرية، سكتة قلبية، حادثة مفاجئة، فإذا الذي كان في الأحياء، صار في الأموات، وإذا الذي كان في القصور، صار من أهل القبور، وهكذا هي الحياة...

حُكم المنيَّة في البريَّة جار هذه الدنيا ليست بدار قــرار

بينا يُرى فيها الإنسان مُخبرًا حتى يُرى خبرًا من الأخبار

بعد أن كان يقول حدث كذا... وحدث كذا... يخبر عن حال غيره، يصبح هو خبرًا من الأخبار، مات فلان! هذه الكلمة تنتظر كلاً منا أن تقال فيه، يومًا قريبًا أو بعيدًا.

الدنيا ليست بدار مقر

هذا شأن الدنيا... فإنها دار ممر إلى دار مقر... ومن طبيعتها أنها دار أكدار وأحزان...

جُبلت على كدرٍ وأنت تريدها صفوًا من الآلام والأكدار

ومُكلِّف الأيام ضدَّ طباعها مُتطلِّب في الماء جذوة نار

وكم من حوادث تفجع الناس، وكم من أخبار يسمعها الناس... عن الموت السريع والموت المفاجئ، ولكن الناس –وللأسف- يعيشون في الدنيا وكأنه ليس بعد الحياة موت، وكأنه ليس بعد الموت بعث، وكأنه ليس بعد البعث حساب، وكأنه ليس بعد الحساب جنة أو نار...

الناس يعيشون في الدنيا كأنهم خالدون، فعليها يحرصون، وعلى متاعها يتهافتون، وعلى زخارفها يتقاتلون، يريدون أن يأكلوها بالباطل اليوم، لتأكلهم النار بالحق غدًا.

يا معشر المسلمين:

الموت أقرب من ذلك...

كل امرئ مصبح في أهله

والموت أدنى من شراك نعله

فلينتظر كل منا الموت، وليقصِّر من أمله، فـ{ومَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ}.

{وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا}.

بدل أن نقول ذلك ساعة الموت، فلنعمل الآن.

يقول صلى الله عليه وسلم: "اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هَرَمك، وصحتك قبل سَقَمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شُغلك، وحياتك قبل موتك".

Saturday, April 19, 2008

برنامج الركض للمبتدئين

الأسبوع الأول: عشرون دقيقة، منها دقيقة هرولة ودقيقة مشي في اليوم الأول، راحة لليوم الثاني، نفس النشاط لليوم الثالث، ثم راحة لليوم الرابع، ثم الشيء نفسه في اليوم الخامس، والمفضل أن ينتهي الأسبوع بمشية طويلة أو ركوب الدراجة لثلاثين دقيقة أو أكثر قليلا

الأسبوع الثاني: نفس الأسبوع الأول لكن مع رفع زمن الهرولة إلى دقيقتين أو ثلاثة على الأكثر، ثم نهاية أسبوع بمشية طويلة أو ركوب الدراجة لأكثر قليلا من أربعين دقيقة

الأسبوع الثالث: نفس الجدول ولكن برفع وقت الهرولة إلى أربع دقائق في اليوم الأول ثم عشر في الثاني ثم خمس دقائق هرولة مع أربع مشيا وتكرر مرتين، ثم راحة، فسير طويل أو ركوب الدراجة لأكثر قليلا من خمس وأربعين دقيقة

الأسبوع الرابع: 12 دقيقة من الجري تليها 12 دقيقة من المشي في اليوم الأول، ثم راحة، ثم ثماني دقائق جريا ودقيقة مشي وتكرر مرتين، ثم راحة، ثم 15 دقيقة من الركض، ثم راحة، فنهاية أسبوع مكونة من أربعين دقيقة منها دقيقتان للركض وواحدة للسير

الأسبوع الخامس: عشرون دقيقة من العدو، فراحة لليوم التالي، ثم ركضات لثلاث دقائق بينها مشي لدقيقة واحدة، ثم راحة، ثم 25 دقيقة من العدو، ثم راحة، ثم ركض لمدة 25 دقيقة في نهاية الأسبوع

الأسبوع السادس: عشرون دقيقة من الركض المتواصل، ثم راحة، ثم ركضتان سريعتان لمدة عشر دقائق لكل منهما، بينهما ثلاث دقائق من الركض الخفيف، ثم راحة، فخمس وعشرون دقيقة من الركض المسترسل، ثم راحة، ثم 30 دقيقة من الركض السهل في نهاية الأسبوع

الأسبوع السابع: راحة في اليوم الأول، ثم 35 دقيقة من الركض السهل، ثم راحة، ثم 20 دقيقة من الركض المتواصل المريح، ثم راحة، ثم فترتان من الركض العادي لمدة عشر دقائق لكل منهما بينهما ثلاث دقائق من الركض الخفيف، ثم ينتهي الأسبوع بأربعين دقيقة من الركض الخفيف

الأسبوع الثامن: راحة، ثم 30 دقيقة من الركض المستمر والمستقر، ثم ثلاث فترات من الركض لكل منها ثمان دقائق تتخللها ثلاث دقائق من الهرولة الخفيفة، ثم راحة، ثم 35 دقيقة من الركض المتواصل، ثم راحة، بنهاية أسبوع تركض من دون إجهاد لمدة 50 دقيقة

الأسبوع التاسع: راحة، ثم ركض متواصل لمدة 35 دقيقة، تليها راحة، ثم 40 دقيقة من الركض العادي، ثم أربع ركضات سريعة لمدة ست دقائق لكل منها بينها ثلاث دقائق من الهرولة الخفيفة أو السير النشط، ثم راحة، ثم 60 دقيقة من الركض الخفيف في نهاية الأسبوع

الأسبوع العاشر والأخير: راحة، ثم 30 دقيقة من الركض المستقر، ثم ركضات لكل منها ثمان دقائق بينها دقيقتان من الهرولة الخفيفة لأخذ النفس، راحة، ثم 25 دقيقة من الركض الخفيف، ثم راحة، ثم ركضة طويلة جدا ربما أوصلتك إلى عشرة كيلومترات أو إلى المسافة التي ترغب


http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsid_1301000/1301554.stm


Friday, March 07, 2008

معوقات النجاح

الخوف
التشاؤم
الكسل
العادات السيئة
الغرور



عن الخوف :
لا تدخل معترك الحياة خائفا من الفشل ، ادخل معترك الحياة كي تفوز
عن التشاؤم :
المتشاؤمون يشككون -الناجحون يحللون
عن الغرور :
الغرور = حب النفس + الجهل
دون أن تشعر ، نلجأ أحيانا للغرور و الزهو بالنفس لنخفي حقيقة أننا نجهل الأمر غير ملمين به . عندما تجد نفسك جاهلا ، اعترف بالأمر ، و أسرع في جمع المعلومات و استعن بخبير و بكتاب دقيق لتغير هذا الجهل إلي خبرة عميقة

مقتطفة من ملخص كتاب ابي الغني ابي الفقير
مدونة شبايك

Tuesday, March 04, 2008

حكمة اليوم


كل سفلة يعمل بالطاعة ولكن الكريم الذي يجتنب المعصية




والكريم في هذه العبارة هو كريم النفس الذي يأبى أن يكون ظاهره خيرًا من باطنه.

Sunday, February 17, 2008

ذكر النعم... العبادة المهجورة

د.مجدي الهلالي


Image

أنعم الله عز وجل على الإنسان بنعم لا تعد ولا تحصى، ومن الطبيعي أن تتجه المشاعر والقلوب للمنعم سبحانه وتعالى بالشكر، والألسنة بالحمد على هذه النعم المتوالية بتوالي الليل والنهار، ولكن الواقع المشاهد يخبرنا بعكس ذلك، فما أقل شكر الناس لربهم، "إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون" [يونس:60].

ولعل من أهم أسباب الانصراف عن شكر الله عز وجل: الغفلة عنه سبحانه، وعدم إدراك حكم وقيمة نعمه علينا.

ولأن الله عز وجل يحب عباده ويريد لهم الخير – مع غناه عنهم – فلقد أرشدهم في كتابه إلى عبادة يعودون من خلالها إلى حظيرة الشكر، ألا وهي عبادة "ذكر النعم"، قال تعالى: "يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم" [فاطر: 3].

فبممارسة هذه العبادة يسير المرء في طريق الفلاح "فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون" [الأعراف: 69]، ويكفي في بيان أهميتها وفضلها ما جاء في حديث الملائكة السيارة التي تلتمس مواضع الذكر فإذا وجدوا واحدًا منها بعثوا بالطوّافين منهم إلى الله تبارك وتعالى فيقولون: "ربنا أتينا على عباد من عبادك، يعظمون آلاءك، ويتلون كتابك، ويصلون على نبيك محمد – صلى الله عليه وسلم - ويسألونك لآخرتهم ودنياهم. فيقول تبارك وتعالى: غشوهم رحمتي) رواه البزار.

من فوائد ذكر النعم

هذه العبادة المهجورة، والتي نسيها الكثير من الناس، لها فوائد تربوية عظيمة تعود بالنفع على الفرد في الدنيا قبل الآخرة، ومن ذلك:

1- ذكر النعم طريق للشكر: فعندما يجلس المرء مع نفسه أو مع أهله أو مع إخوانه ويتذكر نعم ربه عليه فإن هذا من شأنه أن يستثير مشاعر الحب والامتنان تجاه المولى عز وجل، فالقلوب قد جبلت على حب من يحسن إليها.. وباستثارة تلك المشاعر تتولد داخل الإنسان طاقة تدفعه للتعبير عن هذا الحب بانكسار في القلب، وحمد باللسان، وطاعة بالجوارح.

وتشتد الحاجة لاستثارة تلك المشاعر والقيام بواجب الشكر عند ورود النعم الكبيرة على العبد؛ لأنه في مثل هذه الأوقات تحاول النفس أن تخلع رداء العبودية وترتدي رداء الشموخ والفخر والمباهاة مما قد يؤدي إلى مقت الله وغضبه عليه، من هنا كان التوجيه التربوي للصحابة – رضوان الله عليهم – بتذكر نعم الله عليهم بعد انتصارهم على المشركين في بدر، "واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون" [الأنفال:26]

2- ومن فوائد ذكر النعم أنها تعرفنا بحق ربنا علينا، فالله عز وجل أعطانا نعما لا تُعد ولا تُحصى... هذه النعم لها مقابل ينبغي أن نُقدمه ألا وهو الشكر، "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون" [النحل:78]، ومن أهم صور شكر النعم: العبادة "يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين* يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين" [آل عمران: 42 ، 43] فإن كان الأمر كذلك، فلا بد للعبد أن يعرف الحق والدين المستحق عليه لربه أولا ليدرك حجم الشكر المطلوب منه، ولا يمكنه معرفة ذلك إلا من خلال عد وإحصاء نعم ربه عليه – قدر المستطاع – فإن فعل ذلك ونظر إلى حجم هذه النعم، ثم تأمل حجم ما يقدمه من طاعات علم أنه هالك لا محالة إن طالبه الله بحقه عليه، وهذا من شأنه أن يجعله دائما منكس الرأس أمام ربه، مستصغرا ما يقدمه من أعمال مهما كان حجمها، خائفا من عذابه سبحانه، سائلا إياه الجنة استجداءً لا استحقاقا.

تأمل حال موسى – عليه السلام – وقد نظر إلى حق ربه أولا قبل أن ينظر إلى عمله، فقال: يا رب كيف لي أن أشكرك، وأصغر نعمة وضعتها عندي من نعمك لا يجازى بها عملي كله، فأتاه الوحي: يا موسى الآن شكرتني.

3- ذكر النعم يدفعنا للاستغفار بعد القيام بالطاعة لا للإعجاب بها – كما يقع في ذلك البعض – فعندما يدرك العبد حق ربه عليه فإنه يستصغر دوما ما يقدمه من طاعات، بل يستغفر الله بعد القيام بها؛ فهي في نظره لا تليق بجلاله ولا توفي ولو جزءا يسيرا من حقه عليه كما في دعاء (سيد الاستغفار) : أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي.

فإن كنت في شك من هذا فتأمل معي خطاب الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة وقيامه بأداء الرسالة خير قيام: "إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا" -ما المطلوب عمله؟- "فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا" [النصر]

4- ومن فوائد ذكر النعم أنها علاج للكبر والطغيان فعندما تتوالى النعم على العبد فإن نفسه تعمل على دفعه للتكبر على الآخرين والشعور بالأفضلية عليهم بها.. من هنا كان ذكر النعم والتذكير بفضل الله علاجا فعالا لمثل هذه الحالة كما فعل موسى عليه السلام مع بني إسرائيل عندما بدأت أمارات الطغيان تظهر عليهم، "وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم * وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد" {إبراهيم: 6، 7}.

5- ذكر النعم فعال لجحود العبد وعدم رضاه عن حاله، فعندما ينظر المرء إلى ما عند الآخرين ويتعامى عن خير الله عليه، فإن هذا من شأنه أن يجعله ساخطا على وضعه، غير راض عن ربه.. قال صلى الله عليه وسلم: "إذا أحب أحدكم أن يعلم قدر نعمة الله عز وجل عليه، فلينظر إلى ما هو تحته، ولا ينظر إلى ما هو فوقه".

6- ذكر النعم يورث حب الله في القلب، فالإنسان عبد الإحسان، وكلما تذكرنا نعم الله عز وجل علينا ازدادت مشاعر الحب تأججا في القلب ومن ثم الشوق إليه سبحانه.. فإذا ما ترجمنا هذه المشاعر بكثرة حمده، والثناء عليه، ومناجاته بهذه النعم، وشكره عليها؛ فإن مشاعر الحب في القلب تزداد وتزداد اتجاها له سبحانه وتعالى مما يدفعنا إلى طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بسهولة ويسر وتلقائية دون الحاجة إلى المجاهدة العظيمة للنفس في ذلك.

7- وأخيرا: ذكر النعم يورث الشكر، وبالشكر كما نعلم تقيد النعم وتزيد، "لئن شكرتم لأزيدنكم"، قال بعض السلف: حقيقة الشكر الثناء على المحسن بذكر إحسانه.

وذكر الحسن البصري: أكثروا ذكر النعم فإن ذكرها شكرها.

فإن كانت هذه بعض ثمار القيام بهذه العبادة، فهل لنا بعد ذلك أن نزهد فيها؟!

فلنبدأ من الآن في ممارسة عبادة "ذكر النعم"، ولنجلس مع أنفسنا ومع من حولنا كلما سنحت الفرصة، فنتذاكر نعم ربنا علينا: في سبق فضله لنا، وعصمته إيانا من أن نكون في أزمنة أو أماكن الفتن، أو أن نوجد في أمة غير أمة الإسلام، أو ننطق بلسان غير اللسان العربي.

ونتذاكر كذلك نعمه علينا في أبداننا وعافيتنا.. في أمننا وسترنا.. في حفظنا وثباتنا.. في هدايتنا وعصمتنا من كثير من الذنوب.

وعلينا كذلك أن نمارس هذه العبادة بعد كل عمل كبير يوفقنا الله للقيام به، ثم لم نلحق ذلك بكثرة حمد الله والثناء عليه والسجود شكرا له سبحانه.

والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.


داعية مصري له العديد من المؤلفات في مجال الدعوة والرقائق، يمكنكم التواصل معه عبر البريد الإلكتروني : tazkia@iolteam.com

فكر قليلا ثم اشكر!



بقلم - عائض القرني


Image

ينبغي أن تتذكر نعم الله عليك لأنها تغمرك من فوقك ومن تحت قدميك.. يقول تعالى: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} فأنت ترى صحة في بدن، أمنا في وطن، غذاءً وكساءً، وهواء وماء، لديك الدنيا وأنت ما تشعر، تملك الحياة وأنت لا تعلم {وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة}.

لو تأملت بجد لوجدت أن عندك عينين، ولسانا وشفتين، ويدين ورجلين {فبأي آلاء ربكما تكذبان}.

هل هي مسألة سهلة أن تمشي على قدميك وقد بترت أقدام؟! وأن تعتمد على ساقيك وقد قطعت سيقان؟! أحقير أن تنام ملء عينيك وقد أطار الألم نوم الكثير؟! وأن تملأ معدتك من الطعام الشهي وأن تكرع من الماء البارد وهناك من عكر عليه الطعام، ونغص عليه الشراب بأمراض وأسقام؟!

تأمل في سمعك وقد عوفيت من الصمم، وفي نظرك وقد سلمت من العمى، وانظر إلى جلدك وقد نجوت من البرص والجذام، والمح عقلك وقد أنعم الله عليك بحضوره ولم تفجع بالجنون والذهول.

أتريد في بصرك وحده كجبل أحد ذهبا؟! أتحب بيع سمعك وزن ثهلان فضة؟! (اسم جبل) هل تشتري قصور الزهراء بلسانك فتكون أبكم؟! هل تقايض بيديك مقابل عقود اللؤلؤ والياقوت لتكون أقطع؟! إنك في نعم عظيمة وأفضال جسيمة، ولكنك لا تدري، تعيش مهموما مغموما حزينا كئيبا! وعندك الخبز الدافئ، والماء البارد، والنوم الهانئ، والعافية الوارفة، تتفكر في المفقود ولا تشكر الموجود، تنزعج من خسارة مالية وعندك مفتاح السعادة، ومن قناطير مقنطرة من الخير والمواهب والنعم والأشياء {وفي أنفسكم أفلا تبصرون}.

فكر في نفسك، وأهلك، وبيتك، وعملك، وعافيتك، وأصدقائك، والدنيا من حولك، ولا تكن من الذي قال الله تعالى فيهم: {يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها}.


من كبار الدعاة بالمملكة العربية السعودية

original post

Monday, January 28, 2008

من نور النبوة


قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس، فإن الأمور تجري بالمقادير

فليكن المؤمن عزيزاً

* د. أحمد الشرباصي
"العزة" كلمة فيها معنى القوة والشدة والغَلَبة، والعزيز: هو الغالب لسواه، ولذلك عرّف القدماء العزة بأنها صفة مانعة للانسان من أن يغلبه غيرُه، وكلمة "العزة" مأخوذة من قول العرب: أرض عَزَاز، أي صلبة، ويقال: عزَّ فلان، إذا برئ وسلم من الذل والهوان، والمادة كلها توحي بمعاني القوة والشدة والارتفاع والامتناع، فيقال: عزّني فلان، أي غلبني، ومنه قول القرآن الكريم: (وعزّني في الخطاب). ويقال: عز على نفسي غيابُك، أي صعب، ومنه قول القرآن (عزيز عليه ما عنتم)، ويقال: عزَّ الوفاءُ بين الناس، أي قلَّ وجوده، ومنه قول القرآن: (وإنه لكتاب عزيز) أي يصعب مناله ولا يوجد مثاله.
ومن أوصاف الله تعالى وأسمائه: "العزيز" أي الغالب القوي، الذي لا يغلبه شيء، وهو أيضاً "المعز" الذي يهب العزة لمن يشاء من عباده، وقد تكرر وصفُ الله تعالى بوصف "العزيز" في القرآن ما يقرب من تسعين مرة.
وقد أشار كتاب الله المجيد إلى أن العزة خُلُق من أخلاق المؤمنين التي يجب أن يتحلوا بها، ويحرصوا عليها، فقال: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون)، وقال عن عباده الأخيار: (أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين)، وقال: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم). والشدة على الكافرين تستلزم العزة وقال: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين). وهذا يقتضي أن يكونوا أعزاء.
وهذه الآية الأخيرة تُفهمنا أن كتاب الله جل جلاله يعلِّم المؤمنين (إباءَ الضيم)، وهو خُلُق يفيد معنى الاستمساك بالعزة والقوة، والثورة على المذلة والهوان، وإذا كنا قد عرفنا أن القرآن قد كرر وصفَ ذات الله القدسية بصفة "العزيز" ما يقرب من تسعين مرة، فكأنه أراد بذلك ـ وهو أعلم بمراده ـ أن يملأ أسماعَ المؤمنين بحديث العزة والقوة، فإذا ما سيطر عليهم اليقينُ بعزة ربهم استشعروا القوةَ في أنفسهم، واعتزوا بمن له الكبرياء وحده في السماوات والأرض، وتأبوا على الهوان حين يأتيهم من أي مخلوق، وفزعوا إلى واهب القُوَى، يرجونه أن يُعزهم بعزته، وكأن الله عزوجل قد أراد أن يؤكد هذا المعنى في نفوس عباده حين جعل كلمة "الله أكبر" تتردد كل يوم في أذان الصلاة مرات ومرات، ثم يرددونها في صلواتهم كل يوم مرات ومرات، فتشعرهم بأن الكبرياء لله جل علاه، وأن عباده يلزمهم أن يلتمسوا العزةَ من لدنه، وأن يستوهبوا القوة من حماه: (مَن كان يريد العزة فلله العزة جميعاً، إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد، ومكر أولئك هو يبور)، (قل الله مالك الملك، تؤتي الملك مَن تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز مَن تشاء وتذل مَن تشاء، بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير).
ولقد أراد القرآن المجيد أن يَهدي المؤمنين إلى الطريق الذي يصون لهم العزة، ويحصنهم ضد الرضا بالهوان، أو السكوت على الضيم، فأمرهم بالإعداد والاستعداد لحفظ الكرامة والذود عن العزة، فقال لهم: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) لأن القوة تجعل صاحبَها من موطن الهيبة والاقتدار، فلا يسهل الاعتداءُ عليه من غيره من الضعفاء.
وعلّمهم القرآن الإقدامَ والاحتمال والثبات في مواطن اليأس، موقنين أن الله معهم، فقال لهم: (ولا تهنوا في ابتغاء القوم، إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون، وترجون من الله ما لا يرجون، وكان الله عليماً حكيماً).
وفي موطن آخر يقول لهم: (فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم).
وليس هذه دعوةً إلى بغي أو طغيان، وإنما يعوّد القرآن أتباعَه أن يكونوا أولاً على حيطة وحذر، فيقووا أنفسهم بكل وسائل التقوية والتحصين، حتى يكونوا أصحابَ رهبة في نفوس أعدائهم، وإلا تطاولوا عليهم وعصفوا بهم، ومن هنا قال: (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم)، ويقول: (وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذاباً مهيناً)، ويقول: (وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم).
وإذا شاءت الأقدار يوماً أن يلتقي المؤمنون في معركة مع الكافرين، فالواجب حينئذ على كل مؤمن أن يظل عزيزاً قوياً، وأن يثبت على مبادئه وعقائده، لا يخيفه الألمُ ولا التعب، بل يبذل جهدَه وطاقته، مستخدماً كل ما أعده قبل ذلك من سلاح وعتاد، واثقاً أنه مربوط الأسباب بالله القوي القادر؛ وإذا شاء الله تعالى له لوناً من ألوان الاختبار والابتلاء، تحمله راضياً صابراً، محتفظاً بعزته وكرامته وشهامته، موقناً بأن احتمال الألم خيرٌ ألفَ مرة من التخاذل والاستسلام: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون).
والاسلام ـ مع هذا ـ يدعو أتباعه إلى السلام العادل المنصف، الذي لا ينطوي على ضيم أو ذل، ويدعوهم أن يغفروا الهفوة اذا كانت عن غير تعمد أو كانت لا تبلغ مبلغَ الإهانة، أو لا تخدش العزةَ والكرامة، أما إذا كانت الخطيئة بغياً فعلاجُها الرد عليها بما يغسل العار، ويدفع الضيم، ويصون الكرامة، ولذلك يقول التنزيل المجيد: (والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون، وجزاء سيئة سيئة مثلها، فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين، ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل، إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق، أولئك لهم عذاب أليم). ولذلك كان عمر بن الخطاب (رض) يقول: "يعجبني من الرجل إذا سِيمَ خطةَ خسفٍ أن يقول: لا بملء فيه".
ولم يكتف القرآن العزيز بتحريض المؤمنين على إباء الضيم وإيثار العزة تحريضاً يقوم على الأمر الصريح أو التوجيه المباشر، بل عمد إلى ضرب الأمثال من الأمم السابقة التي استجابت لدعوات الحقن وتابعت رسلَ الله جل جلاله، واستشعرت العزةَ، وتمردت على المذلة، فكان جزاؤها كريماً، وثوابها عظيماً، حيث خاضت المعارك من أجل عقيدتها، ومبدئها، ولم تَهِن أو تضعف، بل صبرت وصابرت، وكافحت وناضلت، حتى ظفرت وانتصرت، وذلك فضل الله القوي الذي يحب الأقوياء الشرفاء، العزيز الذي ينصر مَن استمسك بالعز والإباء، يقول القرآن: (وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله، وما ضعفوا وما استكانوا، والله يحب الصابرين، وما كان قولهم إلا أن قالوا: ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين، فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسنَ ثواب الآخرة، والله يحب المحسنين).
* * *
وفي نور النبوة الرائع ما يهدي أتباع محمد عليه الصلاة والسلام إلى منهج الشرف وطريق الكرامة وصراط العزة، فإن هذا الهدي النبوي الكريم يعلم الانسان أن لا يرضى الدنية في دينه ولا في دنياه، بل يحفظ لنفسه حقها ويذود عن هذا الحق ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، فإن مات دونَهُ فهو شهيد، وإن فاز وانتصر عاش عيشةَ الأحرار، وباء أعداؤه بالسعير وبئس القرار.
جاء رجل إلى رسول الله (ص) وقال له: يا رسول الله، أرأيتَ إن جاء رجل يريد أخذَ مالي (أي اغتصاباً). قال الرسول: لا تعطيه. قال الرجل: أرأيتَ إن قاتلني؟ قال الرسول: قاتله. فقال الرجل: أرأيت إن قتلني؟ قال الرسول: فأنت شهيد. فقال الرجل: أرأيتَ إن قتلتُه؟ قال الرسول: هو في النار.
ولقد تردد في سنة الرسول عليه الصلاة والسلام صوتُ الدعاء إلى العزة وإباء الضيم، فقال: "مَن تضعضعَ لغنيٍّّ لينال مما في يده أسخطَ الله".. وفي رواية: "مَن جلس إلى غني فتضعضع له الدنيا تصيبه ذهب ثلثا دينه، ودخل النار".. وقال: "اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس، فإن الأمور تجري بالمقادير".. وقال: "إن الله يحب معاليَ الأمور ويكره سَفسافَها".. وقال: "مَن أعطى الذلة من نفسه طائعاً غير مُكرَه فليس منا".
والعزة ليست تكبراً أو تفاخراً، وليست بغياً أو عدواناً، وليست هضماً لحق أو ظلماً لانسان، وإنما هي الحفاظ على الكرامة، والصيانة لما يجب أن يصان، ولذلك لا تتعارض العزة مع الرحمة، بل لعل خير الأعزاء هو مَن يكون خيرَ الرحماء، وهذا يذكرنا بأن القرآن الكريم قد كرر قوله عن رب العزة: (وإن ربك لهو العزيز الرحيم) تسع مرات في سورة الشعراء، ثم ذكر في كل من سورة يس والسجدة، والدخان وصفَي: (العزيز الرحيم) مرة.
ثم إن أغلب المواطن التي جاء فيها وصفُ الله باسم "العزيز" قد اقترن فيها هذا الاسم باسم "الحكيم". والحكيم هو الذي يوجد الأشياء على غاية الإحكام والضبط، فلا خلل ولا عيب.
وكما تكون العزة خُلُقاً كريماً ووصفاً حميداً، إذا قامت على الحق والعدل واستمدها صاحبُها من حمي ربه لا من سواه: (أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً).. تكون العزة الكاذبة أو الضالة خلقاً ذميماً حين تقوم على البغي والفساد، ومن ذلك النوع قوله الله تعالى: (بل الذين كفروا في عزة وشقاق) فعزة الكافرين تعزز كاذب، ولذلك جاء في الحديث: "كل عز ليس بالله فهو ذل". ومن ذلك أيضاً قوله تعالى عن بعض الضالين: (أخذته العزة بالإثم) والعزة هنا مستعارة للحمية الجاهلية والأنفة الذميمة، ومن ذلك أيضاً قوله تعالى: (واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزاً) أي يحاولون التمنع بهم من العذاب: وهيهات، وهيهات.
ورضوان الله على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب حين أراد أن يوطد في نفس أبي ذر الغفاري قواعدَ العزة، عندما أرغمه بعضُ حكام عصره على شدة تعرض لها، فقال: "يا أباذر، إنك غضبتَ لله فارجُ مَن غضبت له، إن القوم خافوك على دنياهم، وخفتَهم على دينك، فاترك في أيديهم ما خافوك عليه، واهرب بما خفتَهم عليه، فما أحوجهم إلى ما منعتهم، وما أغناك عما منعوك، وستعلم مَن الرابحُ غداً، والأكثرُ حُسَّداً، ولو أن السماوات والأرض كانتا على عبد رَتقاً، ثم اتقى الله لجعل الله له منهما مخرجاً، لا يؤنسنك إلا الحق، ولا يوحشنك إلا الباطل، فلو قبلت دنياهم لأحبُّوك، ولو قرضت منها لأمِنُوك". أي لو ذللتَ ونلت من متاع الدنيا لما خافوك.
إن العزة ميراث المؤمن، فليحرص كل مؤمن على ميراثه.

original url

Sunday, January 06, 2008

عن الرفق

خل أحد الأعراب الإسلام، وجاء ليصلى في المسجد مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فوقف في جانب المسجد، وتبول، فقام إليه الصحابة، وأرادوا أن يضربوه، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (دعوه، وأريقوا على بوله ذنوبًا من ماء -أو سجلاً (دلوًا) من ماء- فإنما بعثتم مُيسِّرِين، ولم تبعثوا مُعَسِّرين) [البخاري].
***
ما هو الرفق؟
الرفق هو التلطف في الأمور، والبعد عن العنف والشدة والغلظة. وقد أمر الله بالتحلي بخلق الرفق في سائر الأمور، فقال: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} [الأعراف: 199]، وقال تعالى: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}.
[فصلت: 34].
رفق النبي صلى الله عليه وسلم:
كان النبي صلى الله عليه وسلم أرفق الناس وألينهم.. أتى إليه أعرابي، وطلب منه عطاءً، وأغلظ له في القول، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه، ثم أعطاه حمولة جملين من الطعام والشراب، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يلاعب الحسن والحسين ويقبُّلهما، ويحملهما على كتفه.
وتحكي السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن رفق النبي صلى الله عليه وسلم فتقول: ما خُيرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا أن تُنْتَهَك حرمة الله؛ فينتقم لله -تعالى-. [متفق عليه]. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: (يسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا، وبَشِّرُوا ولا تُنَفِّروا) [متفق عليه].
أنواع الرفق:
الرفق خلق عظيم، وما وُجِدَ في شيء إلا حَسَّنَه وزَيَّنَه، قال الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه (حسنه وجمله)، ولا يُنْزَعُ من شيء إلا شانه (عابه) [مسلم].
ومن أشكال الرفق التي يجب على المسلم أن يتحلى بها:
الرفق بالناس: فالمسلم لا يعامل الناس بشدة أو عنف أو جفاء، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أبعد ما يكون عن الغلظة والشدة، قال تعالى: {ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك} [آل عمران: 159]. وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أوصني؟ فقال له: (لا تغضب) [البخاري].
والمسلم لا يُعَير الناس بما فيهم من عيوب، بل يرفق بهم، رُوِي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تُظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله ويبتليك (أي: يصيبك بمثل ما أصابه) [الترمذي].
والمسلم لا يسب الناس، ولا يشتمهم، وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال: (سباب المسلم فسوف وقتاله كفر) [متفق عليه].
الرفق بالخدم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيقًا بالخدم، وأمر من عنده خادم أن يطعمه مما يأكل، ويلبسه مما يلبس، ولا يكلفه ما لا يطيق، فإن كلَّفه ما لا يطيق فعليه أن يعينه. يقول صلى الله عليه وسلم في حق الخدم: (من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعْتِقَه (يجعله حرًّا) [مسلم].
الرفق بالحيوانات: نهى الإسلام عن تعذيب الحيوانات والطيور وكل شيء فيه روح، وقد مَرَّ أنس بن مالك على قوم نصبوا أمامهم دجاجة، وجعلوها هدفًا لهم، وأخذوا يرمونها بالحجارة، فقال أنس: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تُصْبَرَ البهائم (أي تحبس وتعذب وتقيد وترمي حتى الموت). [مسلم].
ومَرَّ ابن عمر -رضي الله عنه- على فتيان من قريش، وقد وضعوا أمامهم طيرًا، وأخذوا يرمونه بالنبال، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال لهم: مَنْ فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئًا فيه الروح غرضًا (هدفًا يرميه). [مسلم].
ومن الرفق بالحيوان ذبحه بسكين حاد حتى لا يتعذب، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم (أي: في الحروب) فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيُحِدَّ أحدُكم شَفْرَتَه (السكينة التي يذبح بها)، ولْيُرِحْ ذبيحته) [متفق عليه]. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه قد غفر لرجل؛ لأنه سقى كلبًا كاد يموت من العطش. بينما دخلت امرأة النار؛ لأنها حبست قطة، فلم تطعمها ولم تَسْقِهَا حتى ماتت.
الرفق بالجمادات: المسلم رفيق مع كل شيء، حتى مع الجمادات، فيحافظ على أدواته، ويتعامل مع كل ما حوله بلين ورفق، ولا يعرضها للتلف بسبب سوء الاستعمال والإهمال.
فضل الرفق:
حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على الرفق، فقال: (إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله) [متفق عليه]، وقال الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله رفيق، يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه) [مسلم].
والمسلم برفقه ولينه يصير بعيدًا عن النار، ويكون من أهل الجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بمن يحْرُم على النار؟ أو بمن تَحْرُم عليه النار؟ تَحْرُم النار على كل قريب هين لين سهل) [الترمذي وأحمد].
وإذا كان المسلم رفيقًا مع الناس، فإن الله -سبحانه- سيرفق به يوم القيامة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو، فيقول: (اللهم مَنْ وَلِي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم، فارفق به) [مسلم].

الرابط الأصلي